دعا مستشار الرئيس الفرنسي للشرق الأدنى باتريك دوريل من بيروت إلى الإسراع في تشكيل حكومة ذات كفاءة ومقبولة من جميع الأطراف لتباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن بلاده «ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة لاسيما منها المجال التربوي»، مذكراً أن «وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات».
المبعوث الفرنسي عاد إلى بيروت من أجل تفعيل المبادرة الفرنسية بعد ما فشلت القوى السياسية في ترجمة تعهداتها، حيث أعطى الرئيس ماكرون في 27 سبتمبر الماضي مهلة جديدة للقوى السياسية من «أربعة إلى ستة أسابيع» لتشكيل حكومة.
وبناء على ذلك، التقى المسؤول الفرنسي كلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون، ومجلس النواب نبيه بري، ومن حزب الله النائب محمد رعد.
عون شدد خلال اللقاء تمسّك بلاده بمبادرة باريس الرامية لانتشال لبنان من الشلل السياسي ودوامة الانهيار الاقتصادي. معتبراً أن «الأوضاع تتطلب تشاوراً وطنياً عريضاً وتوافقاً واسعاً لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة».
وأشار عون إلى أن الهم الأساسي حالياً هو استمرار الاستقرار في البلاد وسط العواصف الإقليمية والأزمات غير المسبوقة التي يواجهها لبنان، فضلاً عن تداعيات وجود النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء كورونا إضافة إلى الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت.
أما بري فقال إن «المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان هو إنجاز حكومة اليوم قبل الغد وزراؤها اختصاصيون».
الجدير ذكره أن الزيارة يضعها المراقبون في خانة الفرصة الأخيرة السانحة لتدرك الطبقة السياسية فداحة الأخطاء التي يرتكبونها والتي أفشلت التوافق على تشكيل حكومة، وإلا فإن لبنان قد يجد نفسه أمام وجه فرنسي وأوروبي جديد خاصة وأن فرنسا سبق وأن لوحت بإمكانية فرض عقوبات على المعطلين لتشكيل حكومة.
وكان دوريل قد وصل إلى بيروت مساء الأربعاء في زيارة تستمر حتى الجمعة في خطوة تأتي بعد انتهاء المهلة الثانية التي منحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للطبقة السياسية اللبنانية من أجل تشكيل حكومة.
وفي محصلة اليوم الأول من الزيارة لم يتضح مصير مؤتمر الدعم الدولي للبنان الذي تعهد ماكرون بتنظيمه نهاية الشهر الجاري، في حال لم تبصر حكومة جديدة النور في الأيام القادمة.